الإتحاد كيان محيّر للرياضيين ولغز عجز عن فك شفرته المحللين ولا يعرف كيميائه إلا من هام بعشقه وصفق لتاريخه وشجع فنونه فهو تركيبة كيميائية متفاعلة بين مدرج ذهبي لا يصدأ ويزداد بريقاً كلما طال زمانه وتقدمت سنينه وعبَر الزمان بخيلائه وبين نمور مفترسة عند إحتدام الهجوم ومرعبة إذا أستفزت في الميادين ولا يمكن فصل المدرج عن الميدان ولا العكس فقد تختل المعادلة وهذا ما شاهدنا في فترة بين المدرج وبعض اللاعبين وحصل خلاف أدى إلا فقدان الشفرة وضياع الهيبة فكانت النكسة.
بالأمس وأمام الباطن وإستعداده المرتّب ومبارياته التي خاضها واللعب على ملعبه الصغير حجماً والمغطى بالنجيلة الصناعية وليست العشب الطبيعي الذي تعود عليه النمور إضافة إلا المعسكر في مطار جدة وعدم السفر كما خطط له, كل هذه المعطيات التي تصب لمصلحة فريق الباطن الشرس والذي زاد الطين بلة عندما سجل هدف مبكر لولا الله ثم تسجيل فيلانويفا التعادل لزاد الضغط على العميد ومرة أخرى يتقدم الباطن ويعادل نمور النتيجة, ثم يتقدم النمور بسداسية لم تكن لتسجل لولا التركيبة الكيميائية التي تربط المدرج بالنمور والتي جعلت جميع اللاعبين يقدمون كل مالديه وأدووا أروع مباراة للإتحاد والتي تأهل العميد منها لملاقات الفيصلي الذي أخرج الأهلي بنجومه وعدته وعتاده والذي تمنيت ملاقاته لحسم اللقب من أمامه, ولكنه نجا بنجومه.
شكراً مدرج الذهب جمهور الإتحاد بحفر الباطن وشكراً للعندليب صالح القرني ورابطته, شكراً لنمور الميادين عساف القرني الذي أنقذ المرمى من ثلاث أهداف محققه ودحمي الذي لعب للتاريخ وعكايشي الذي سجل وأفرح ولجميع اللاعبين ولكن ماشاء الله تبارك الله فيلانويفا غير هو الإتحاد كله وصانع فرحة الجمهور الذهبي.
فالنا الكأس وبتوفيق الله سنحقق النسخة التاسعة ويسجل للتاريخ أن للإتحاد بخلطته السرية بين مدرجه الذهبي ونموره المفترسة ورجاله المخلصين إستطاعوا التغلب على جميع الصعوبات والضغوطات والمشاكل وحققوا إنجاز ليس غريب ولكنه ثمين وثمين جداً إن شاء الله فرحة تعم المخلصين وتغم المرجفين.
__DEFINE_LIKE_SHARE__