مقال اليوم
في
صحيفة الرياضي
حضارة اسمها ( نور )
* كنت أنوي الكتابة عن اللاعب الاتحادي الكبير (محمد نور) منذ زمن..
ولكن عجلة الأحداث الرياضية المتسارعة أجلت هذا الأمر كثيراً أما الآن فقد حان الوقت للكلام المباح عن أفضل لاعب سعودي في الوقت الحالي.
* (محمد نور) أيها السادة ليس مجرد لاعبٍ موهوب أو حتى نجم بارز..
بل هو في الحقيقة (أسطورة) كروية قلّ أن يجود الزمان بمثله في ملاعب كرة القدم.
* فـ(مفتاح جدة) كما أطلق عليه المعلق الإماراتي الكبير (عدنان حمد) كان مفتاحاً ذهبياً بالفعل للكثير من البطولات والإنجازات.
* إنه أفضل لاعب في تاريخ الاتحاد..
ولا أظنني سأجافي الحقيقة حين أقول:
إنه أفضل لاعب وسط في تاريخ الكرة السعودية كلها.
* ليس رجماً بالغيب..
ولا حديثاً يفترى..
وما هو بكلام المنحاز ولا قول المتعاطف..
بل هي الحقيقة الواضحة التي لا مراء فيها ولا جدال
ولا يمكن أن تحجب أبداً بغربال.
* وقبل أن يتهمني أحدكم بالمبالغة أدعوكم للتجول في بعض منجزاته لتعرفوا أننا ما شهدنا إلا بما علمنا.
* فـ(أبو نوران) حقق من البطولات مع ناديه الاتحاد حوالي عشرين بطولة
وهو رقم أكبر من بطولات أكثر الأندية السعودية.
* كذلك فإن (إبن مكة) كان حاضراً بأهدافه في معظم المبارايات النهائية مع أنه لاعب وسط إلا أنه كان حاسماً..
فقد سجل في ثلاث نهائيات آسيوية حققها الإتحاد..
كما سجل في النهائي العربي..
وكذلك سجل هدفين في كأس العالم للأندية ليتوج بلقب الهداف بالمشاركة.
* كذلك فإن (نور) قد سجل برأسه الهدف الذهبي لمنتخبنا الوطني في نهائي كأس العرب أمام البحرين..
وغيرها من الأهداف الحاسمة التي أحرزها في الكثير من المبارايات..
لدرجة أنه ينافس دائماً المهاجمين على لقب الهداف كما يحدث الآن.
* كل هذه البراعة التهديفية مع أنه ليس بمهاجم بل هو لاعب وسط بارع مهمته صناعة اللعب وهي المهمة التي نجح فيها كثيراً بدرجة لا يضاهيه فيها أحد على الصعيد المحلي والعربي.
* أمرٌ آخر برع فيه (نور) يؤكد تميزه على أقرانه ألا وهو قدرته على اللعب في أكثر من مركز وبكفاءة عالية..
حيث أنه بدأ حياته الكروية كمحور دفاعي..
ثم تحول لصناعة اللعب في أكثر من مركز سواءً على الجناح أو خلف المهاجمين..
كما أن بعض المدربين يضع (نور) كمهاجم ثاني لتعدد مواهبه وقدرته الكبيرة على اللعب في أي مركز.
* هذا غيضٌ من فيض..
ونقطة في بحر (نور) الأسطورة الإتحادية..
مهارات عالية..
كنترول دقيق..
لياقة (ما شاء الله)..
أداء رجولي..
لعب بالقدمين بذاءت الكفاءة..
متميز في ضربات الرأس..
إضافة إلى أنه (روح) الفريق وقلبه النابض.
* كل هذا وأكثر مع أنه أكثر لاعب سعودي تعرضاً..
للنقد
والتجريح
والتشكيك
والاستفزاز
سواءً داخل الملعب أو خارجه في محاولة للتأثير على مستواه والحد من خطورته دون حدوى.
* فقد شن الإعلام عليه الكثير من الحملات الشعواء التي كانت كفيلة بإنهاء أي لاعب مهما كان مستواه ومهما بلغت قدرته على التحمل إلا أن (نور) ظل يرد عليهم (كعادته) في الملعب.
* كذلك فإنه تعرض للكثير من الظلم طوال مسيرته سواءً كان ذلك من ظلم ذوي القربى أو من غيرهم إلا أنه كان يخرج في النهاية من كل الأزمات أقوى من ذي قبل.
* أحياناً أقول في نفسي..
ما أصبرك يا (نور) وما أجلدك..
من أين لك كل هذه الطاقة على التحمل ومواصلة الصعود للأعلى دون الالتفات لكل من يضع العراقيل في طريقك. .؟!
* ثم لا ألبث أن أعرف السبب الحقيقي وراء (حضارة نور) التي أبهرت الجميع واستعصت عليهم في آنٍ واحد.
* إليكم سر (النور) الذي لا ينطفيء..
ألا وهو:
كيف لا يصمد (نور) أمام كل الصعوبات التي تعترض طريقه ويتجاهل جميع العقبات ويترفع عن كل الإساءات وهو يحمل في يده كرتاً..
(ناصع البياض)
أهداه له ذات (مجد) ملك الإنسانية وسيّد الرجال.
* سر إلى العلياء يا (نور)..
وواصل (حضارتك) الكروية..
فمن يمتلك (كرتاً أبيضاً) كالذي تمتلكه لا بد أن يكون في طليعة الركب ومقدمة النجوم دون أن يتزحزح.
.
__DEFINE_LIKE_SHARE__