أستغرب هذه النغمة التي يتحدث بها بعض الاتحاديين رسميين وغيرهم حول موضوع يدور حالياً في أروقة النادي وهو موضوع (تنسيق) لاعبين من فريق كرة القدم والاستغناء عنهم لعدم الحاجة إليهم لسبب أو لآخر!
أستغرب نغمة النفي والإنكار والحديث بحذر شديد وبتحفظ كبير ومبالغ فيه خاصة من المسؤولين والإداريين الرسميين، ومجئ كلامهم بنبرات حزينة وعلى طريقة (براً وبعيد) هذا لا يحدث ولن يحدث في نادينا وكأنهم يتحدثون عن فضيحة أو ذنب، أو كأن تنسيق لاعب اتحادي هو جريمة ترتكب بحقه أوخطأ يسجل على النادي أو تجاوز يحسب عليه؟ أو كأنه مسموح المجاملة والمداراة والطبطبة للاعبين في الفريق على حساب النادي والكيان الكبير؟!
كلا يا سادة إن التنسيق في كرة القدم عرف فني يمارس، وقرار تدريبي يتخذ، وفعل كروي لا مناص منه ولا مندوحة فيه اطلاقاً..
التنسيق ياسادة في كرة القدم أمر طبيعي جداً لأي لاعب يتجاوز مرحلة اللعب وسن العطاء ومستوى إفادة الفريق وأي لاعب يتوقف مستواه عند حد معين حتى إذا كان صغيراً في السن ولكنه غير قادر على تطوير نفسه ورفع مستواه ولايستفيد منه الفريق هل تريدون شواهد؟
والتنسيق تمارسه كل الأندية الكبيرة والصغيرة، وفي كل موسم تتحدث الصحافة عند إعلان قوائم التنسيق عن (مذابح) تحدث في أغلب إن لم يكن كل الأندية في العالم ويكون ذلك حديث الناس. والتنسيق سبق وأن مارسه نادي الاتحاد بقوة وجرأة في السنوات القريبة الماضية، حيث نسق لاعبين كبار كان لهم (شنة ورنة) عندما وجد أنه لا مكان لهم في الفريق (نسقهم) بعد التفاهم معهم، وجاء تنسيق البعض مشروطاً لنادي يذهب إليه، وترك للبعض الحرية كامله فاختار وجهته بنفسه، وهناك من ذهب لناد آخر واستمر وهناك من جعلها آخر يوم في حياته الكروية كلاعب.
وفي أندية الدرجة الأولى والممتازة حالياً لاعبون سبق وأن نسقهم الاتحاد، ولا أحد يندم عليهم.
فلماذا يتحرج الاتحاديون اليوم، وتتخوف الإدارة من التنسيق والحديث فيه وكأنه بدعة بالنسبة لهم، أو كأن المهددين به في الفريق قادمون من كوكب آخر؟ أم أنهم يريدون أن يجعلوا من فريق كرة القدم (نادي العجزة) ومن قائمته مكتباً للضمان الاجتماعي؟
كلاً إن ذلك ليس مقبولاً، ولا يدخل ضمن الوفاء والإخلاص، ولا هو نوع من التكريم، فالتكريم في زمن الاحتراف لا يتم بالاستمرارية والبقاء في الكشوفات لمن لا يخدم ومن لايصلح ومن انتهت صلاحيته بالنسبة للفريق، ومن إراد تكريم لاعب تجاوز سن العطاء وإفادة الفريق فليكن ذلك (واسمحوا لي) على حسابه الشخصي في إدارته أو في مكتبه أو في منزله، وعلى الأكثر إذا كان ولابد فعلى حساب (بند) التشغيل في السكرتارية أو التدريب أو جهاز الاحتراف أو أي شيء آخر في النادي، ولا يكون على حساب الفريق وقائمته و(تشبيب) عناصره، فالجماهير تريد فريقا ونتائج وبطولات ولاتريد ماضياً أو اسماءً أو اشباحا، ونحن في زمن يسمى الاحتراف لا يعترف ولامكان فيه للمجاملات والعواطف!
كلام مشفر
*التنسيق أحيانا وفي بعض الأندية (الشجاعة) يتم للاعب شاب وقادر ويمكن الاستفادة منه ولكن في غير فريقه الحالي لوجود لاعبين أفضل منه في مركزه وبالتالي يصبح من غير الممكن بقائه لأنه لن يمثل الفريق.
*ولأن استمراره يعني أنه سيكون (بطالة) وعالة على الفريق وعلى حساب لاعب آخر في مركز آخر الحاجة ماسة إليه فيه ويفيد الفريق فيتم تنسيقه من أجل مصلحة الفريق.
*التنسيق سبق وأن مارسه وبقوة ومع لاعبين كبار، لكن انتهت (صلاحيتهم) من وجهة النظر الفنية الاتحادية، فتم تنسيقهم والأسماء موجودة ومعروفة، فقط أذكر أن الاتحاد نسق المدافع الكبير محمد الخليوي، ونسق قبل عامين النجم الخلوق الحسن اليامي.
*في الماضي كانت الأندية لا تنسق بعض لاعبيها، واللاعب الذي لايحتاجه الفريق في وقت ما يتم قيده في كشوفات لعبة أخرى جماعية أو فردية تمارس في النادي، وقد لاتمارس وذلك من أجل الحفاظ على اللاعب وعدم تركه يذهب إلى ناد آخر يستفيد منه.
*ذلك زمن الهاوية الذي ولي من غير رجعه، ولم يعد ذلك يحدث في زمن الاحتراف.
*مع الاحتراف لم يعد ممكنًا إبقاء لاعب (انتهت صلاحيته) بالنسبة للفريق في كشوفاته المحكومة بعدد محدد والأندية جميعها تنسق سنويا العديد من اللاعبين بطريقة أو أخرى. __DEFINE_LIKE_SHARE__